تسجيل الدخول

لقد كان علم الإحصاء في بدايته يهتم فقط بعملية العد والحصر للأشياء، ومن هنا جاءت تسميته العربية "إحصاء" فهي مشتقة من كلمة أحصى، وتعني استخدام الحصى أو الحجارة الصغيرة كوسيلة بدائية لعد الأشياء الكثيرة، فقد كان الإنسان قديماً يستعين بالحصى في عملية العد وكان علم الإحصاء مقصوراً على تعدادات السكان وثرواتهم وعدد المواليد والوفيات لمعرفة القوى البشرية المتوفرة في الدولة وذلك للأهتداء بها في تصريف أمور الدولة ورسم سياستها، وحيث إن الإحصاء كان مقصوراً على الحقائق الخاصة بالدولة فمن هنا جاءت التسمية باللغة الأجنبية "Statistics" فهي مشتقة من كلمة "State" أي الدولة.

وهناك تعريفات عدة للإحصاء تتراوح بين ما كان مألوفاً وشائعاً في الماضي إلى ما هو حديث وجامع, فقديماً عرف الإحصاء على أنه مجرد جمع المعلومات وترتيبها في جداول أو إبرازها في رسوم بيانية, وقد أخذ هذا المعنى للإحصاء يتلاشى من الأذهان فاسحاً المجال للمعنى الحديث والشامل الذي يعرف علم الإحصاء بأنه (العلم الذي يبحث في جمع البيانات وتنظيمها وعرضها وتحليلها واستقراء النتائج واتخاذ القرارات بناء عليها).

ولا شك بأن الإقتصاد علم مستقل وله نظرياته وأصوله العلميه القائم عليها ونستطيع إعتبار الإحصاء قاعدة الاقتصاد والأساس الذي يرتكز عليه لأن التخطيط الاقتصادي الأمثل مبني على الدراسات والابحاث الإحصائية.

ومن الضروري معرفة أن الإحصاء ليس جزءاً من الاقتصاد، وإنما هو علم قائم بحد ذاته و يخدم كل العلوم، علمية أو اجتماعية أو أدبية, وكذلك فإن الإحصاء هو أقرب إلى الرياضيات ويقوم عليها ويستخدم قوانينه في اجراء ابحاثه، وفي نفس الوقت هو ليس جزءاً من الرياضيات.

والفرق بينهما هو أن الرياضيات هي علم منضبط وليس تقديري، وبالتالي لا يسمح بانحرافات، بينما الإحصاء تسمح بذلك، حيث تحتوى التقديرات الإحصائية على مكون عشوائي يتضمن الانحرافات والتباينات, كذلك فإن الرياضيات هي من العلوم الطبيعية، بل هي أم العلوم الطبيعية. بينما الإحصاء فهو علم تطبيقي.

فعلم الإحصاء يخدم علم الإقتصاد, بحيث يستخدم كأداه من أدوات التحليل الإقتصادي لدراسة أو بحث مشكلة أو ظاهرة إقتصادية يتناولها الباحث بالتحليل ويستخدم أساليب الإحصاء للتمكن من حصر تلك الظاهرة أو المشكلة حتى يمكنه من خلال دراستها ببحثه والوصول للحلول.

ومن وجهة أخرى فإن من يبرع فى الإثنين (الإقتصاد والإحصاء) معاً قد يتمكن من وضع نظريات إقتصادية يمكن تطبيقها أو إثباتها علمياً وعملياً, فالعلاقة التي تربط بين الإحصاء والإقتصاد تتلخص في أن علم الإحصاء يحلل المشاكل الاقتصادية ويوفر لها الحلول ويساعد على اتخاذ القرارت السليمة لحل المشاكل الاقتصادية وتم الربط بين العلميين موخراً من خلال علم (الاقتصاد القياسي) الذى يقييس الظواهر والمشكلات الاقتصادية من خلال علم الاحصاء (يحلل المشكلات الاقتصادية بطرق احصائية).


أنواع الإحصاء:
الإحصاء الوصفي (Descriptive Statistic): ويتمُّ الاعتماد على هذا النّوع لوصف مجموعة من البيانات على شكلِ عينة، وذلك عن طريق حساب قيمٍ خاصة كالمتوسط والوسيط والانحراف المعياري وإيجاد هذه المعلومات والتوصل إليها يُتيح استيعاب بيئة العينة التي تم إجراء الدراسة عليها.

الإحصاء الاستدلالي (Inferential Statistic): ويحفز هذا النوع من الإحصاء الباحث للوصول إلى المعلومات الإحصائية، وذلك عن طريق الاستدلال والاستفسار عن خصائص العينة والتّوزيع الإحصائي لبيانات العينة، ويتوافق تطبيق هذا النوع من الإحصاء إذا كانت البيانات المستقطبة يراد استخدامها كفرضية.



ماهي نظرية الإحصاء: تعمل نظرية الإحصاء على إيجاد أُسسٍ لمجتمعٍ كامل من التقنيات من حيث تصميم الدراسة الخاصة بهذا المجتمع، وتحليل البيانات المتوفرة حول هذه الدراسة، فيتوصل الباحث أو صاحب الدراسة إلى قرارات واستدلالات إحصائية تتعلق بالمشكلة الإحصائية المطروحة، وتخضع معطياتها للإجراءات الرياضية، ويجري عليها التفاعلات التي تماشي مبادئ نظرية الإحصاء الأساسية.


وظائف الإحصاء:
1. وظيفة العد والحصر، وتعتبر من أهم وظائف علمِ الإحصاء، بغض النظر عما شهده من تطورات.
2. إستقطاب البيانات وجمعها من مصادرها حتى يتم دراسة المجتمع وِفقاً للمعلومات المتوفرة حوله ومعطيات المشكلة التي تواجهه.
3. تحليل البيانات والمعلومات.
4. التحليل الكمي للبيانات.
5. تحديد الفرضيات ووضعها.
6. إجراء الاختبارات الإحصائية.
7. إستخلاص النتائج واستنتاجها.
8. إتخاذ القرار المناسب.
9. التنبؤ الاستدلالي.
10. إنتهاج أسلوب البحث العلمي.


تبرز أهمية الإحصاء فيما يلي:
1. تعتبر الأساليب الإحصائية أساليباً آمنة للوصول إلى الأهداف المنشودة من تنفيذ أي دراسة.
2. يمكن الإعتماد على الأسلوب الإحصائي كأسلوب ذي كفاءة في حلِ دراسة أو مشكلة عند توافر البيانات والمعلومات والمؤشرات الإحصائية.
3. يساعد علم الإحصاء في إلتماس حاجات الأشخاص في بيئة معينة.
4 يوفر للدول معلومات إحصائية دقيقة وشاملة في حال اتخذت أساليب التخطيط التنموي وسيلة لها.