النقود .. الماهية والتاريخ والتطور

النقود .. الماهية والتاريخ والتطور

(الشريحة المستهدفة : الجمهور و الطلاب المبتدئين)

مقدمة المقال:

" لم يتسبب حتى ولا الحب في تحويل هذا العدد الكبير من الناس إلى حمقى كما فعل التفكير في طبيعة العملة "

W.E.GLADSTONE 1844

الهدف من المقال:

 يتحدد الهدف الرئيسي من هذا المقال من خلال التعرف بشكل مبسط و سريع على مراحل تطور النقود و كيف أن النقود هي وسيلة غير مباشرة للحصول على مانحتاجه من سلع و خدمات تلبي رغباتنا اليومية.

الجانب النظري:

هل توقفنا لبرهة وتفكرنا في حقيقة النقود التي نستخدمها في حياتنا اليومية؟ كلنا نعلم أهمية النقود، صحيح أن هذه النقود ليست مجرد ورقة ليس لها قيمة بحد ذاتها، ورغم ذلك نكد ونتعب للحصول عليها من أجل إشباع رغباتنا و حاجتنا اليومية.(1)

استخدمت النقود على مر العقود كنقد متوفر لدينا لمقابلة احتياجاتنا اليومية، واستخدمت كوادئع في المصارف للحصول على الفوائد منها ، وكذلك كقيمة لثرواتنا. النقود هي القلب النابض لأي نظام مالي في كوكبنا المالي. كلنا نعلم أنه قد إختراع النقد، كانت توجد وسيلة وحيدة للتبادل بين الناس، وهي مبادلة سلعة بسلعة أخرى، وهو مايطلق عليه: نظام المقايضة (BARTER).

ويجد بنا هنا أن نعرف نظام المقايضة BARTER على أنه (2) "نظام يقوم على مبادلة شيء بشيء اخر فمن يملك شيئا لا يحتاجه ويريد شيئا بحوزة شخص اخر يقايض هذا الشخص. لم تظهر الحاجة للنقود في العصور البدائية، التي كان الإنسان يكتفي ذاتيا خلال تلك العصور، سواء على مستوى الفرد أو العائلة أو القبيلة. حيث كان كل فرد يبادل جزءا من إنتاجه مقابل السلع التي ينتجها الاخرون أي أن المبادلة كانت تتم عن طريق المقايضة دون وجود فاصل من اي نوع، اي دون تدخل النقودوسيطا في عملية التبادل. إلا أن هذا النظام أصبح قاصرا عن مجاراة التطور الحضاري الذي ساد المجتمعات فالمقايضة ليست الصورة المثلى للتبادل واتمام المعاملات الاقتصادية حيث زادت حاجات الإنسان وأصبح يتنقل من مكان إلى اخر واخذ يدرك تدريجيا مزايا الانفراد بعمل معين وتقسيم العمل وبرزت بالتالي عيوب نظام المقايضة وهي:
  1. صعوبات ايجاد مقياس واحد للتبادل.
  2. عدم توافق رغبات البائع والمشتري في وقت واحد.
  3. صعوبة توفر وسيلة عامة صالحة لاختزان القيمة.
  4. صعوبة توفر وحدة مناسبة للدفع الاجل.
  5. صعوبة تجزأة بعض السلع.
ومع تطور الاقتصاديات ووجود الحاجة لوسيلة تكون مقبولة للتبادل بشكل عام مقابل أي نوع من السلع و الخدمات ظهرت النقود ملبية ومبسطة لعمليات التبادل اليومية و التجارية للمجتمعات. ففي بداية التاريخ البشري استخدمت العديد من السلع كنقود في عصورة متعددة، مثل المواشي و الذهب و الفضة و القمح و الأرز و غيرها، و على الرغم من قبولها كوسيلة للتبادل بين المجتمعات في ذلك الزمان، إلا أنها كانت تواجه العديد من المصاعب، فمثلاً المواشي لايمكن أن نقسمها إلى قطع صغيرة، وقِس على ذلك. وهذا ماعرف بالنقود السلعية.

وبحلول القرن التاسع عشر اقتصر استخدام الشعوب على المعادن مثل الذهب و الفضة، ولهذا الشكل من النقود قيمة ضمنية، أي أن لها قيمة لاستخدامها هي بحد ذاتها. ولأن للنقود قيمة ضمنية لم يكن هناك حاجة لأن تقوم الحكومة بضمان القيمة، فكانت تنظم عن طريق العرض و الطلب، ولكن كان لها بعض المساوئ – أي النقود المعدنية – حيث كان من الضروري توظيف العديد من الموارد لاستخراجها من باطن الأرض بالإضافة لإمكانية وجود شح أو وفرة بسبب الاكتشاف الكبير لها. وهذه هي المرحلة الثانية من مراحل التطور النقد و التي عرفت بالنقود المعدنية.

المرحلة الثالثة من مراحل تطور النقد هي مرحلة النقود البنكية.  فعصرنا هو عصر النقود البنكية، وهي عبارة عن شيكات تكتب استناداً إلى أموال مودعة في البنوك أو غيرها من المؤسسات المالية وتقبل بدلاً من الدفعات النقدية كما هو الحال في بطاقات الإئتمان. 

إذا نستنتج مما سبق، بأن النقود لا تطلب بحد ذاتها و إنما لأنها تخدمنا بشكل غير مباشر من خلال تسهيل عمليات التبادل و التجارة بين المجتمعات. وخير مثال على ذلك: الطلب على الخبز، حيث إننا نقوم بطلب الخبز لأكله لاعتباره القوت الرئيسي لجسمنا وبالتالي نطلبه لذاته، أي لكي يخدمنا بشكل مباشر، وذلك بعكس الطلب على النقود، حيث نطلبها لتسهل عليها الحصول على الخبز ومن هنا يتبين لنا بأنها وسيلة لتسهيل عمليات التبادل.

ومن خلال ماذكر أعلاه، نستنتج الوظائف الرئيسية للنقود كما هي موضحة في الشكل التالي:

الشكل رقم (1): الوظائف الرئيسية للنقود(3)

الخاتمة: 

وفي خاتمة مقالتنا تعمدنا الأسلوب البسيط و القصير في إيصال الفكرة للقارئ لقناعتنا بأن خير الكلام ماقل ودل ... طابت أوقاتكم و إلى لقاء آخر في مقالات أخرى

المصادر:

(1): مجلة إيكونوميكات للعلوم المالية و المصرفية، الدندشي، محمد، العدد: التجريبي، السنة: 2010م.

(2):ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%8A%D8%B6%D8%A9

(3): مجلة إيكونوميكات للعلوم المالية و المصرفية ، الندشي، محمد، العدد: التجريبي، السنة: 2010م

التعليقات

القائمة الرئيسية