ضريبة القيمة المضافة (VAT) .... ماهيتها و كيفية تطبيقها
(الشريحة المستهدفة: طلاب السنوات الثانية ومابعدها في مجال الاقتصاد)
مقدمة المقال:
برزت الحاجة إلى التطرق لمثل هذا الموضوع نتيجةً للجوء العديد من الدول المنتجة للنفط و خصوصاً التوجه الخليجي الأخير لفرض ضرائب معينة على السلع و الخدمات والتي باتت تعرف بــ: ضريبة القيمة المضافة "VALUE ADDED TAX". حيث يعتبر هذا النوع من الضرائب من مصادر التمويل الحكومي GOVERNMENTAL FINANCE التي تلجأ إليها الحكومات لتمويل العجز في الموازنة BUDGET DEFICIT من خلال سد الفجوة نوعاً ما بين الإنفاقات و الإيرادات الحكومية في الموازنة العامة للدولة GOVERNMENT BUDGET.
فبعدما إنخفضت أسعار النفط و التي كانت تعتبر المصدر الرئيسي لإيرادات الدول النفطية، أجبرت حكومات تلك الدول على التدخل و القيام بالعديد من الإصلاحات الاقتصادية بما فيها التوجه الضريبي. بالإضافة إلى ذلك التوجه العام لجميع الدول المتقدمة بما فيها الإتحاد الأوروبي لفرض الضرائب على الإستهلاك TAX ON CONSUMPTION ، حيث أن هنالك أكثر من 150 دولة حول العالم تطبق ضريبة السلع و الخدمات.
أهداف المقال:
يتكون الهدف الرئيسي من هذا التعريف من خلال تعريف ضريبة القيمة المضافة و هل هنالك من سلبيات عند تطبيقها و كذلك كيفية التطبيق و ما هي النتائج المحتملة من ورائها.
الجانب النظري:
يمكن القول بأن الضريبة على القيمة المضافة هي ضريبة غير مباشرة ظهرت للمرة الأولى سنة 1954 في فرنسا على يد موريس لوريه، وفي هذا الصدد يجب أن نفرق بين نوعين من الضرائب حسب معيار ثبات المادة الخاضعة للضريبة و الذي يقصد به" الوعاء الضريبي الذي يتمتع بالثباث و الاستقرار و الدوام و أفضل مثال على ذلك الدخل و الثروة"
- الضريبة المباشرة: الضريبة التي تقوم الحكومة بتحصيلها مباشرةً من الأشخاص الذين تمّ فرض هذه الضريبة عليهم (مثل ضريبة الدخل المقطوع وضريبة أرباح الشركات).وأساس فرض هذه الضريبة يقوم على معيار نظرية المنبع و معيار زيادة القيمة الإيجابية حيث تعرف نظرية المنبع الدخل بأنه كل قوة شرائية نقدية تتدفق بشكل دوري و منتظم خلال فترة زمنية معينة من مصدر قابل للإستمرارية وأوضح مثال على ذلك : الضريبة على دخل الأفراد و الضرائب على أرباح الشركات وما يطرأ عليها من زيادة في قيمتها سواء في الأرباح أو الدخول، حيث يفترض الإستمرارية والديمومة في العمل لكل من الطرفين : الفرد و المنشأة.
- الضريبة غير المباشرة: وهي الضريبة التي يتم تحصيلها من خلال وسيط (محال البيع بالتجزئة مثلاً) لصالح الحكومة من الأشخاص الذين يقع على عاتقهم عبء سداد الضريبة (مثل ضريبة القيمة المضافة وضريبة المبيعات).حيث أنها تفرض على المنتج الجاهز للبيع وفي كل مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية : الإنتاج و التوزيع و الإستهلاك ، وكذلك على السلع المستوردة وهكذا إلى أن تصل إلى المستهلك النهائي و الذي يقع على عاتقه سداد تلك الضريبة. وهذا يعتبر من أهم سلبيات هذه الضريبة. في حين تتحدد مزايا الضرائب غير المباشرة بما فيها ضريبة القيمة المضافة بالنقاط التالية: الديمومة و سرعة التحصيل لأنها تحصل فور وقوع الحدث الاقتصادي المنشئ لها. والمرونة الكافية حيث أنها تفرض على وعاء ضريبي كبير يتكون من شريحة أصحاب الدخل و الشركات مما يحقق استقراراً نسبيا في إيرادات الدولة وتعويض النقص الحال في أنواع الإيرادات الأخرى.
ولشرح كيفية تطبيق ضريبة القيمة المضافة، نستعرض المثال التالي: (نسبة ضريبة القيمة المضافة هي 5%)
ملاحظة : الشرح التفصيلي لكيفية تطبيق الضريبة سوف نخصص لها مقالة كاملة تلي هذه المقالة
المصادر:
قد يثير انتباهك أيضاً:
- مجموعة بريكس ... ما هو مستقبل الدولار الأمريكي بعد توسعها؟
- اقتصاد كأس العالم .. ليست مجرد مباراة فحسب!
- الجمعة السوداء أو Black Friday ... أنفق كل ما ادخرته في هذا اليوم, ولكن؟
- الاقتصاد الإسلامي وعلاجه لتداعيات جائحة كورونا ... هل هو الحل؟ (مقال رأي)
- الضريبة الوردية .. الرجال معفيين منها بلا شك!
- اقتصاد سنغافورة والتجربة السنغافورية .. ماذا ينقصنا؟
التعليقات